تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٥
وقال ابن عباس في هذه الآية: أحل الله الأكل والشرب ما لم يكن سرفا أو مخيلة.
قال ابن العربي: قوله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) الإسراف تعدي الحد، فنهاهم سبحانه عن تعدى الحلال إلى الحرام.
وقيل: لا يزيد على قدر الحاجة، وقد اختلف فيه على قولين، فقيل / حرام.
وقيل: مكروه، وهو الأصح.
فإن قدر الشبع يختلف باختلاف البلدان، والأزمان، والإنسان، والطعمان. انتهى من " أحكام القرآن ".
وقوله سبحانه: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده) أي: قل لهم على جهة التوبيخ. وزينة الله هي ما حسنته الشريعة، وقررته، وزينة الدنيا كل ما اقتضته الشهوة، وطلب العلو في الأرض كالمال والبنين.
و (الطيبات) قال الجمهور: يريد المحللات.
وقال الشافعي وغيره: هي المستلذات أي: من الحلال، وإنما قاد الشافعي إلى هذا تحريمه المستقذرات كالوزغ ونحوها، فإنه يقول: هي من الخبائث.
* ت *: وقال مكي: المعنى قل من حرم زينة الله، أي اللباس الذي يزين الإنسان بأن يستر عورته، ومن حرم الطيبات من الرزق المباحة.
وقيل عنى بذلك ما كانت الجاهلية تحرمه من السوائب والبحائر. انتهى.
وقوله سبحانه: (قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة) قال ابن
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة