تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٣٦
وجائز أن يكون ذلك، وهم يرونهم بإدراك يجعله الله لهم على بعد السفل من العلو، وجائز أن يكون ذلك، وبينهم السور والحجاب المتقدم الذكر.
وروي أن ذلك النداء هو عند اطلاع أهل الجنة عليهم.
وقوله سبحانه: (أو مما رزقكم الله) إشارة إلى الطعام. قاله السدي.
فيقول لهم أهل الجنة: إن الله حرم طعام الجنة وشرابها على الكافرين، وإجابة أهل الجنة بهذا الحكم هو عن أمر الله تعالى.
ومعنى قوله تعالى: (الذين اتخذوا دينهم لهوا) أي بالإعراض والاستهزاء. بمن يدعوهم إلى الإسلام.
(وغرتهم الحياة الدنيا) أي: خدعتهم بزخرفها، واعتقادهم أنها الغاية القصوى.
وقوله: (فاليوم ننساهم) هو من إخبار الله عز وجل عما يفعل بهم والنسيان هنا بمعنى الترك، أي: نتركهم في العذاب، كما تركوا النظر / للقاء هذا اليوم. قاله ابن عباس وجماعة.
" وما كانوا " عطف على " ما " من قوله: " كما نسوا "، ويحتمل أن تقدر " ما " الثانية زائدة، ويكون قوله: " وكانوا " عطفا على قوله: " نسوا ".
وقوله سبحانه: (ولقد جئناهم بكتاب) الضمير في " جئناهم " لمن نقدم ذكره، و " الكتاب " اسم جنس، واللام في " لقد " لام قسم.
وقال يحيى بن سلام: بل الكلام تم في (يجحدون)، وهذا الضمير لمكذبي نبيا محمد صلى الله عليه وسلم وهو ابتداء كلام آخر، والمراد بالكتاب القرآن، (وعلى علم) معناه: على بصيرة.
وقوله سبحانه: (هل ينظرون) أي ينتظرون (إلا تأويله)، أي مآله وعاقبته يوم القيامة. قاله ابن عباس وغيره.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة