تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٢٥٧
الذي أقر لله بالعبودية فنحن منه براء فأين اجتمعنا؟ فقام وقال لصفوان بن يحيى: قم فما كان أغنانا عن هذا المجلس.
أقول: كأنه يريد بقوله: قم فما كان أغنانا عن هذا المجلس، أن دخوله عليه السلام لم يفده فائدة حيث لم ينجح ما أتى به من الحجة.
وفي كمال الدين بإسناده إلى يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما خمس مائة عام منها مائتان وخمسون عاما ليس فيها نبي ولا عالم ظاهر، قلت: فما كانوا؟ قال: كانوا متمسكين بدين عيسى عليه السلام، قلت: فما كانوا؟ قال: كانوا مؤمنين. ثم قال: ولا يكون إلا وفيها عالم.
أقول: المراد بالعالم الامام الذي هو الحجة، وهناك روايات واردة في قوله تعالى:
" يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم "، وقوله: " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق " تذكر أن النور والهدى ودين الحق ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وهي من الجري والتطبيق أو من البطن وليست بمفسرة، وعد الفصل بين المسيح وبين محمد صلى الله عليه وآله وسلم خمس مائة عام يخالف ما عليه مشهور التاريخ لكن المحققين ذكروا أن في التاريخ الميلادي اختلالا وقد مرت إشارة ما إلى ذلك في الجزء الثالث من الكتاب.
يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم _ 10. تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون _ 11. يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم _ 12. وأخرى تحبونها نصر من
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست