تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ١٢٣
قوله تعالى: " جزاء بما كانوا يعملون " قيد لجميع ما تقدم وهو مفعول له، والمعنى:
فعلنا بهم ما فعلنا ليكون جزاء لهم قبال ما كانوا يستمرون عليه من العمل الصالح.
قوله تعالى: " لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما " اللغو من القول ما لا فائدة فيه ولا أثر يترتب عليه، والتأثيم النسبة إلى الاثم أي لا يخاطب أحدهم صاحبه بما لا فائدة فيه ولا ينسبه إلى الاثم إذ لا إثم هناك، وفسر بعضهم التأثيم بالكذب.
قوله تعالى: " إلا قيلا سلاما سلاما " استثناء منقطع من اللغو والتأثيم، والقيل مصدر كالقول، و " سلاما " بيان لقوله: " قيلا " وتكراره يفيد تكرر الوقوع، والمعنى:
إلا قولا هو السلام بعد السلام.
قيل: ويمكن أن يكون " سلاما " مصدرا بمعنى الوصف وصفه لقيلا، والمعنى: إلا قولا هو سالم.
قوله تعالى: " وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين " شروع في تفصيل ما انتهى إليه حال أصحاب الميمنة وفي تبديله من أصحاب اليمين يعلم أن أصحاب اليمين وأصحاب الميمنة واحد وهم الذين يؤتون كتابهم بيمينهم. والجملة استفهامية مسوقة لتفخيم أمرهم والتعجيب من حالهم وهي خبر لقوله: " وأصحاب اليمين ".
قوله تعالى: " في سدر مخضود " السدر شجرة النبق، والمخضود ما قطع شوكه فلا شوك له.
قوله تعالى: " وطلح منضود " الطلح شجر الموز، وقيل: ليس بالموز بل شجر له ظل بارد رطب، وقيل: شجرة أم غيلان لها أنوار طيبة الرائحة، ونضد الأشياء جعل بعضها على بعض، والمعنى: وفي شجر موز منضود الثمر بعضه على بعض من أسفله إلى أعلاه.
قوله تعالى: " وظل ممدود وماء مسكوب " قيل: الممدود من الظل هو الدائم الذي لا تنسخه شمس فهو باق لا يزول، والماء المسكوب هو المصبوب الجاري من غير انقطاع.
قوله تعالى: " وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة " أي لا مقطوعة في بعض الأزمان كانقطاع الفواكه في شتاء ونحوه في الدنيا، ولا ممنوعة التناول لمانع من قبل أنفسهم كسأمة أو شبع أو من خارج كبعد المكان أو شوكة تمنع القطف أو غير ذلك.
قوله تعالى: " وفرش مرفوعة " الفرش جمع فراش وهو البساط، والمرفوعة العالية، وقيل: المراد بالفرش المرفوعة النساء المرتفعات قدرا في عقولهن وجمالهن وكمالهن والمرأة
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست