تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٢٩٢
والله ما أبصرناه وقاموا ينفضون التراب من رؤوسهم - وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر إلى غار ثور - فدخلاه وضربت العنكبوت على بابه بعشاش بعضها على بعض -. وطلبته قريش أشد الطلب - حتى انتهوا إلى باب الغار فقال بعضهم - ان عليه لعنكبوتا قبل ميلاد محمد وفي إعلام الورى ": في حديث سراقة بن جعشم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال - الذي اشتهر في العرب يتقاولون فيه الاشعار - ويتفاوضونه في الديار انه تبعه - وهو متوجه إلى المدينة طالبا لغرته ص ليحظى بذلك عند قريش - حتى إذا أمكنته الفرصة في نفسه - وأيقن ان قد ظفر ببغيته ساخت قوائم فرسه - حتى تغيبت بأجمعها في الأرض وهو بموضع جدب - وقاع صفصف فعلم أن الذي اصابه أمر سماوي - فنادى يا محمد ادع ربك يطلق لي فرسى - وذمه الله ان لا أدل عليك أحدا - فدعا له فوثب جواده كأنه أفلت من أنشوطة وكان رجلا داهية - وعلم بما رأى انه سيكون له نبا فقال - اكتب لي أمانا فكتب له وانصرف -. قال محمد بن إسحاق - ان ابا جهل قال في أمر سراقة أبياتا فاجابه سراقة نظما - ابا حكم واللات لو كنت شاهدا * لأمر جوادي إذ تسيخ قوائمه عجبت ولم تشكك بان محمدا * نبي ببرهان فمن ذا يكاتمه عليك بكف الناس عنه فإنني * ارى امره يوما ستبدو معالمه أقول ورواه في الكافي باسناده عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع وفي الدر المنثور بعده طرق وأورده الزمخشري في ربيع الأبرار وفي الدر المنثور اخرج ابن سعد وابن مردويه عن ابن مصعب قال ": أدركت انس بن مالك وزيد بن أرقم - والمغيرة بن شعبه فسمعتهم يتحدثون - ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليله الغار أمر الله شجره - فنبتت في وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسترته - وامر الله العنكبوت فنسجت في وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسترته - وامر الله حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار -. واقبل فتيان قريش من كل بطن رجل - بعصيهم وأسيافهم و هراويهم - حتى إذا
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»
الفهرست