تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٤٠٠
رفيع الأطعمة والملابس.
و (حلالا) مفعول (كلوا) أو صفة مصدر محذوف، أو حال من (ما في الأرض) و (من) للتبعيض، إذ لا يؤكل كل ما في الأرض.
طيبا: يستطيبه الشرع، أو الشهوة المستقيمة، أي لا تأكلوا على امتلاء المعدة والشهوة الكاذبة.
ولا تتبعوا خطوت الشيطان: لا تقتدوا به في اتباع الهوى فتحرموا الحلال و تحللوا الحرام.
وروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام): أن من خطوات الشيطان الحلف بالطلاق، والنذور في المعاصي، وكل يمين بغير الله تعالى (1).
وفي تفسير العياشي: عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: لا تتبعوا خطوات الشيطان، قال: يمين بغير الله (2).
وقرأ نافع وأبو عمر وحمزة بتسكين الطاء، وهما لغتان في جمع خطوة، وهي ما بين قدمي الخاطي (3) وقرئ بضمتين وهمزة، جعلت ضمة الطاء كأنها عليها، و بفتحتين على أنه جمع خطوة، وهي المرة من الخطو.
إنه لكم عدو مبين: ظاهر العداوة عند ذوي البصيرة، وإن كان يظهر الموالاة لمن يغويه، ولذلك سماه وليا في قوله: " أولياءهم الطاغوت " (4).
إنما يأمركم بالسوء والفحشاء: بيان لعداوته ووجوب التحرز عن متابعته، واستعير الامر لتزيينه، وبعثه لهم على الشر تسفيها لرأيهم وتحقيرا لشأنهم.
والسوء والفحشاء: ما أنكره العقل واستقبحه الشرع، والعطف لاختلاف الوصفين، فإنه سوء لاغتمام العاقل به، وفحشاء باستقباحه إياه.

(١) مجمع البيان: ج ١ - ٢، ص ٢٥٢.
(٢) تفسير العياشي: ج ١، ص ٧٤، الحديث ١٥٠، ولفظ الحديث " قال: كل يمين بغير الله فهي من خطوات الشياطين " (٣) تفسير مجمع البيان: ج ١ - 2، ص 251.
(4) سورة البقرة: الآية 257.
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»
الفهرست