تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٤٠٤
وما أهل به لغير الله: أي رفع به الصوت عند ذبحه للصنم، والاهلال أصله رؤية الهلال، لكن لما جرت العادة أن يرفع الصوت بالتكبير إذا رئي سمي ذلك إهلالا، ثم قيل لرفع الصوت وإن كان لغيره.
وفي كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، في باب ذكر ما كتب به الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله من العلل: وحرم الميتة لما فيها من فساد الأبدان والآفة، ولما أراد الله عز وجل أن يجعل التسمية سبب التحليل وفرقا بين الحلال والحرام، وحرم الله الدم كتحريم الميتة لما فيه من فساد الأبدان، ولما يورث الماء الأصفر، ويبخر الفم، وينتن الريح، ويسئ الخلق، ويورث القسوة للقلب وقلة الرأفة والرحمة حتى لا يؤمن أن يقتل ولده ووالده وصاحبه، وحرم الخنزير لأنه مشوه جعله الله تعالى عظة للخلق وعبرة وتخويفا ودليلا على ما مسخ على خلقته، ولان غذاءه أقذر الأقذار مع علل كثيرة، وكذلك حرم القردة لأنه مسخ مثل الخنزير وجعل عظة وعبرة للخلق ودليلا على ما مسخ على خلقته و صورته، وجعل فيه شبيها من الانسان ليدل على أنه من الخلق المغضوب عليه، وحرم ما أهل به لغير الله للذي أوجب الله عز وجل على خلقه من الاقرار به، وذكر اسمه على الذبائح المحللة، ولئلا يسوي بين ما تقرب إليه وبين ما جعل عبادة الشياطين والأوثان، لان في تسمية الله عز وجل الاقرار بربوبيته وتوحيده وما في الاهلال لغير الله من الشرك والتقرب به إلى غيره، ليكون ذكر الله تعالى وتسميته على الذبيحة فرقا بين ما أحل الله وبين ما حرم الله (1).
وفي كتاب علل الشرايع: بإسناده إلى محمد بن عذافر، عن بعض رجاله، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت: لم حرم الله عز وجل الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير؟ قال: إن الله تبارك وتعالى لم يحرم ذلك على عباده وأحل لهم ما سوى ذلك، من رغبة فيما أحل لهم، ولا زهد فيما حرم عليهم، ولكنه عز وجل خلق الخلق

(1) عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 93 - 94، باب 33، في ذكر ما كتب به الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله مع تقديم وتأخير في بعض العبارات.
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»
الفهرست