تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٩٦
يحبونهم: يعظمونهم ويطيعونهم.
كحب الله: لتعظيمه والميل إلى طاعته، أي يسوون بينه وبينهم في المحبة والطاعة، أو يحبونهم كما ينبغي أن يحب الله، من المصدر المبني للمفعول، وأصله من الحب استعير لحبة القلب ثم اشتق منه الحب لأنه أصابها ورسخ فيها، ومحبة العبد لله: إرادة طاعته والاعتناء بتحصيل مرضاته، ومحبته للعبد: إرادة إكرامه و استعماله وصونه عن المعاصي.
والذين آمنوا أشد حبا لله: لأنه لا تنقطع محبتهم لله، بخلاف محبة الأنداد، فإنها لأغراض فاسدة موهومة تزول بأدنى سبب.
ولو يرى الذين ظلموا: ولو يعلم هؤلاء الذين ظلموا باتخاذهم الأنداد.
إذ يرون العذاب: إذا عاينوه يوم القيامة وأجرى المستقبل مجرى الماضي، لتحققه، كقوله: " ونادى أصحاب الجنة " (1).
أن القوة لله جميعا: ساد مسد مفعولي " يرى " وجواب " لو " محذوف، أي لندموا أشد الندم. وقيل: هو متعلق الجواب، والمفعولان محذوفان، والتقدير: ولو يرى الذين ظلموا أندادهم لا تنفع، لعلموا أن القوة لله كلها، لا ينفع ولا يضر.
وقرأ ابن عامر ونافع ويعقوب: ولو ترى، على أنه خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله) أي ولو ترى ذلك لرأيت أمرا عظيما (2). وابن عامر: إذ يرون، على البناء للمفعول (3)، ويعقوب (إن) بالكسر (4)، وكذا.
وأن الله شديد العذاب: على الاستئناف، أو إضمار القول.

(1) سورة الأعراف: الآية 44.
(2) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 248.
(3) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 248.
(4) مجمع البيان، ج 1 - 2، ص 248.
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»
الفهرست