تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٩٢
[إن في خلق السماوات والأرض واختلف اليل والنهار والفلك التي تجرى في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الريح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون (164)] وإلهكم إله وحد: خطاب عام، أي المستحق للعبادة منكم واحد لا شريك له يصح أن يعبد ويسمى إلها.
لا إله إلا هو: تقرير للوحدانية وإزاحة لان يتوهم أن في الوجود إلها، ولكنه لا يستحق العبادة منهم.
الرحمن الرحيم: كالحجة عليها، فإنه لما كان مولى النعم كلها أصولها و فروعها، وما سواه أما نعمة أو منعم عليه، لم يستحق العبادة أحد غيره.
وهما خبران آخران لقوله: (إلهكم) أو لمبتدأ محذوف.
قيل: لما سمعه المشركون تعجبوا وقالوا: إن كنت صادقا فأت بآية نعرف بها صدقك، فنزلت.
إن في خلق السماوات والأرض: وإنما جمع السماوات وأفرد الأرض، لأنها طبقات بالذات، مختلفة بالحقيقة، بخلاف الأرضين.
واختلف اليل والنهار: تعاقبهما، كقوله: " جعل الليل والنهار خلفة ". (1).
والفلك التي تجرى في البحر بما ينفع الناس: أي ينفعهم، أو بالذي ينفعهم، والقصد به إلى الاستدلال بالبحر وأحواله، وتخصيص الفلك بالذكر، لأنه

(1) سورة الفرقان: الآية 62.
(٣٩٢)
مفاتيح البحث: سورة الفرقان (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»
الفهرست