تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٩٠
عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: أخبرني عن قوله: " إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب " قال: نحن يعني بها، والله المستعان، إن الرجل منا إذا صارت إليه لم يكن له، أو لم يسعه، إلا أن يبين للناس من يكون بعده (1).
من بعد ما بينه للناس: لخصناه لهم.
في الكتب: في التوراة، وعلى ما سبق في الحديث يشمل القرآن أيضا.
أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون: أي الذين يتأتى منهم اللعن عليهم من الملائكة والثقلين.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون " قال:
كل من قد لعنه الله من الجن والإنس يلعنهم (2).
وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي - رحمه الله - عن أبي محمد العسكري (عليه السلام) في حديث طويل فيه: قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): من خير خلق الله بعد أئمة الهدى ومصابيح الدجى؟ قال: العلماء إذا صلحوا، قيل: فمن شر خلق الله بعد إبليس وفرعون وثمود وبعد المتسمين بأسمائهم وبعد المتلقبين بألقابهم و الآخذين لأمكنتكم والمتأمرين في ممالككم؟ قال: العلماء إذا أفسدوا، هم المظهرون للأباطيل الكاتمون للحقايق، وفيهم قال الله عز وجل: " أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا " الآية (3).
وفي مجمع البيان: روى عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: من سئل عن علم يعلمه فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار (4).
إلا الذين تابوا: عن الكتمان وسائر ما يجب أن يتاب عنه.
وأصلحوا: ما أفسدوا بالتدارك.

(١) تفسير العياشي: ج ١، ص ٧١، ح ١٣٩.
(٢) تفسير القمي: ج ١، ص ٦٤ (٣) الاحتجاج: ج ١ - 2، ص 458، احتجاج أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) في أنواع شتى من علوم الدين.
(4) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 241.
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست