تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٣٨
[الذين يظنون أنهم ملقوا ربهم وأنهم إليه راجعون (46) يبنى إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العلمين (47) واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون (48)] بالصبر: أي الصوم.
والصلاة: أي الصلاة.
وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين * الذين يظنون أنهم ملقوا ربهم وأنهم إليه راجعون * يبنى إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم: التكرير للتوكيد، وتذكير التفضيل الذي هو أجل النعم خصوصا، والربط بالوعيد الشديد تخويفا لمن غفل عنها وأخل بحقوقها.
وأنى فضلتكم: نصب عطف على نعمتي، أي وتفضيلي.
على العلمين: أي عالمي: المراد تفضيل آبائهم الذين كانوا في عصر موسى (عليه السلام) وبعده قبل أن يغيروا بما منحهم الله من العلم والايمان والعمل الصالح وجعلهم أنبياء وملوكا مقسطين.
ويحتمل أن يكون المعنى على الجم الغفير من الناس، كقوله: " باركنا فيها للعالمين " (1) يقال: رأيت عالما من الناس، يراد الكثرة، فعلى هذا لا يستقيم ما قيل إن في الآية دلالة على تفضيل البشر على الملك.
واتقوا يوما: فيه مجاز عقلي، أي ما فيه من الحساب والعذاب، والتنكير للتفخيم.

(1) سورة الأعراف: الآية 137، وسورة الأنبياء: الآية 71 و 81.
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»
الفهرست