تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٤٢
بالمحنة، أطلق عليهما، ويجوز أن يشار بذلك إلى الجملة، ويراد به الامتحان الشائع بينهما.
من ربكم: بتسليطهم عليكم، أو ببعث موسى وتوفيقه لتخليصكم، أو بهما.
عظيم: صفة بلاء.
وفي الآية إشعار بأنه قد يكون إصابة العبد بالخير والشر من اختبار الله سبحانه العبد، فيجب أن لا يغتر بما أنعم عليه فيطغى، ولا ييأس من روح الله بما ضيق عليه فيعيش ضنكا، وأن يكون دائما راجيا خائفا مستشعرا لما أريد منه.
قال البيضاوي: وفي الآية تنبيه على أن ما يصيب العبد من خير أو شر اختبار من الله، فعليه أن يشكر على مساره ويصبر على مضاره، ليكون من خير المختبرين (1).
ولا يخفى عليك أنه إنما يصح بناء على قاعدة كسب الأعمال، وقد أبطلناها في مقامها، مع أنه ينافي ما سبقها من إسناد الذبح والاستحياء إلى آل فرعون، والله أعلم بحقائق الأمور.
وإذ فرقنا بكم البحر: فصلنا بين بعضه وبعضه حتى حصلت فيه مسالك بسلوككم فيه، أو بسبب إنجائكم، أو متلبسا بكم.
والفرق هو الفصل بين الشيئين، بالفتح مصدر، وبالكسر الطائفة من كل شئ.
والبحر، يسمى بحرا لاستبحاره، وهو سعته وانبساطه.
وقرأ الزهري في الشواذ على بناء التكثير، لان المسالك كانت اثني عشر بعدد الأسباط.
فأنجيناكم وأغرقنا: الغرق: الرسوب في الماء، والنجاة: ضد الغرق، كما أنها ضد الهلاك.
آل فرعون: أراد به فرعون وقومه، واقتصر على ذكرهم للعلم بأنه كان أولى

(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»
الفهرست