تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٢٢
بالصفات السلبية.
واللام في (لك) مزيدة، لتأكيد تعلق التسبيح والتقديس به، لا لتقوية العمل، أو للتعليل، والمعنى نطهر نفوسنا عن المعاصي لأجلك.
وقيل: التسبيح والتقديس يعدى بنفسه وباللام، فاللام في المعنى يتعلق بهما.
قال إني أعلم ما لا تعلمون: ومن جملته إني أعلم أن في هذا الجعل من الحكم والمصالح، وهو خفي عليكم.
روى علي بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن ثابت الحذاء، عن جابر بن زيد الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى أراد أن يخلق خلقا بيده، وذلك بعد ما مضى من الجن والنسناس في الأرض سبعة آلاف سنة، وكان من شأنه خلق آدم فكشف عن أطباق السماوات وقال للملائكة: انظروا إلى أهل الأرض من خلقي من الجن والنسناس، فلما رأوا ما يعملون فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الأرض بغير الحق، عظم ذلك عليهم وغضبوا وتأسفوا على أهل الأرض، ولم يملكوا غضبهم، قالوا: ربنا إنك أنت العزيز القادر الجبار القاهر العظيم الشأن، وهذا خلقك الضعيف الذليل يتقلبون في قبضتك ويعيشون برزقك ويتمتعون بعافيتك، وهم يعصونك بمثل هذه الذنوب العظام، لا تأسف عليهم ولا تغضب ولا تنتقم لنفسك لما تسمع منهم و ترى، وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه فيك، قال: فلما سمع ذلك من الملائكة قال: إني جاعل في الأرض خليفة، يكون حجة لي في أرضي على خلقي، فقال الملائكة: سبحانك أتجعل فيها من يفسد فيها كما أفسد بنو الجان ويسفكون الدماء كما يسفك بنو الجان ويتحاسدون ويتباغضون، فاجعل ذلك الخليقة منا، فإنا لا نتحاسد ولا نتباغض ولا نسفك الدماء، ونسبح بحمدك ونقدس لك، قال جل وعز: إني أعلم ما لا تعلمون، إني أريد أن أخلق خلقا بيدي، وأجعل من ذريته الأنبياء والمرسلين وعبادي الصالحين والأئمة المهتدين، وأجعلهم خلفائي في أرضي ينهونهم عن معصيتي وينذرونهم من عذابي، ويهدونهم إلى طاعتي، ويسلكون بهم
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»
الفهرست