تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ١٦٨
فقد جعلت قلوص بني سهيل * من الأكوار مرتعها قريب (1) وقرئ و (جعل لكم) بالادغام، لاجتماع حرفين من جنس واحد، وكثرة الحركات.
و (الأرض) هي المفروشة، وقوائم الدابة، وعليه قول الشاعر:
وأحمر كالديباج أما سماؤه * فريا وأما أرضه فمحول (2) والرعدة: وعليه كلام ابن عباس: " أزلزالت الأرض أم بي أرض " (3).
و (الفراش) ما يفترش ويستقر عليه وقرأ يزيد الشامي (بساطا) وطلحة (مهادا).
قال الجوهري في الصحاح: المهد مهد الصبي، والمهاد الفراش (4)، ومعنى جعلها فراشا، أو بساطا، أو مهادا أنه جعل بعض جوانبها على خلاف طبعها بارزا من الماء، متوسطا بين الصلابة واللطافة، حتى صارت مهيأة لان يقعدوا ويناموا عليها كالفراش المبسوط، ولا يدل الافتراش على التسطيح، لان الكرة إذا عظم جرمها غير مانعة عن الافتراش.
والسماء بناء: معطوفان على ما قبلهما بعاطف واحد. وإن أبيت فقدر فعلا معطوفا على الفعل الذي قبله.

(١) هو من أبيات الحماسة، وقبله:
ولست بنازلي إلا ألمت * برحلي أو خيالتها الكذوب الواو للحال، وجملة (وقد جعلت) حال من الضمير في (رحلي) المذكور فيما قبله، وبتاء التأنيث بمعنى شرعت، و (القلوص) التشابه من النوق، و (الأكوار) جمع كور، الرحيل بأداته، و (المرتع) كمقصد اسم مكان. جامع الشواهد: باب الواو بعد القاف، ص ٣١٩.
(٢) والأرض قوائم الدابة، ومنه قول الشاعر:
وأحمر كالديباج أما سماؤه * فريا وأما ارضه فمحول مجمع البيان: ج ١، ص ٦٠، في تفسير قوله تعالى: " الذي جعل لكم الأرض فراشا ".
(٣) والأرض النفضة والرعدة، ومنه قول ابن عباس: أزلزلت الأرض أم بي أرض؟ كما في الصحاح، يعني الرعدة وقيل: يعني الدوار، تاج العروس: ج ١، ص ٤، فصل الهمزة من باب الضاد، في (أرض).
(٤) الصحاح: ج ٢، ص 541، في مادة مهد.
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست