تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ١٦٣
ولو شئت أن أبكي دما لبكيته * عليه ولكن ساحة الصبر أوسع (1) - وقرئ: لا ذهب بسمعهم وأبصارهم، بزيادة الباء، كقوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) (2).
إن الله على كل شئ قدير: تقرير لما قبلها.
و (الشئ) يختص بالموجود في الأصل، مصدر شاء، اطلق بمعنى شاء تارة، و حينئذ يتناول الباري كما قال: (أي شئ أكبر شهادة قل الله شهيد) (3)، وبمعنى شيئا أخرى، أي مشئ وجوده، وما شاء الله وجوده، فهو موجود في الجملة.
قال المعتزلة: الشئ ما يصح أن يعلم ويخبر عنه.
وقيل: والمشيئة على قسمين:
ثبوتية وهي ثبوت المعلومات في علم الله تعالى متميزا بعضها عن بعض. وهي على ثلاثة أقسام:
أحدها: ما يجب وجوده في العين كذات الواجب.
وثانيها: ما يمكن بروزه من العلم إلى العين، وهو الممكنات.
وثالثها: ما لا يمكن وهو الممتنعات.
والثبوتية في الأول، والثالث باعتبار الوجود العلمي، وفي الثاني باعتباره و باعتبار الثبوت العيني أيضا، فإنهم قسموا الكون في الخارج إلى ما تترتب عليه الآثار الخارجية وسموه وجودا عينيا، وما لا تترتب عليه الآثار الخارجية وسموه ثبوتا خارجيا. ومتعلق قدرة الله من تلك الأقسام هو الثاني دون الأول والثالث.
ومشيئة وجودها، هي وجودها خارج العلم والموجودات الخارجية من حيث

(1) لأبي يعقوب إسحاق بن حسان الخذيمي، وقبله.
ملكت دموع العين حين رددتها * إلى ناظري والعين كالقلب تدمع - ذكر مفعول المشية مع أنه صار في استعمالهم نسيا منسيا، لأنه شئ مستغرب، فحسن ذكره. نقلا عن هامش الكشاف: ج 1، ص 87.
(2) سورة البقرة: الآية 195.
(3) سورة الأنعام: الآية 19.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست