تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ١٧٠
أقل من المساواة.
أو على أنها جمع قلة وقعت موقع جمع الكثرة، كجنات في قوله: (كم تركوا من جنات) (1).
على أن المشهور أن الفرق بين الجمعين في القلة والكثرة إنما هو إذا كانا منكرين، وإذا عرف بلام الجنس في مقام المبالغة فكل منهما للاستغراق بلا فرق.
والرزق إن كان بمعناه المصدري، فنصبه إما على أنه مفعول له، والمعنى أخرج شيئا من الثمرات لان يرزقكم، أو على المصدرية، فإن في إخراج الثمرات معنى الرزق، وعلى التقديرين يكون قوله (لكم) ظرفا لغوا، مفعولا به لرزق، واللام إما زائدة، أو للتقوية. وإن كان بمعنى المرزوق، فانتصابه على أنه حال من مفعول (أخرج) أي من الثمرات، أو على أنه مفعول به لأخرج، و (من الثمرات) بيان له فقدم عليه، فصار حالا منه، ولكن تكون (من) بيانية لا تبعيضية، وعلى هذين التقديرين، يكون (لكم) ظرفا مستقرا، صفة لرزق، ويحتمل على التقادير أن يكون متعلقا ب‍ (أخرج).
وفي تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قوله عز وجل: " جعل لكم الأرض فراشا " تفرشونها لمنامكم ومقيلكم، والسماء بناء، سقفا محفوظا، ارتفع من الأرض، تجري شمسها وقمرها وكواكبها مسخرة لمنافع عباده وإمائه، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأصحابه: لا تعجبوا لحفظه السماء ان تقع على الأرض، فإن الله عز وجل يحفظ ما هو أعظم من ذلك، قالوا: وما هو؟ قال: من ذلك ثواب طاعة المحبين لمحمد وآله، ثم قال: وأنزل من السماء ماء، يعني المطر ينزل مع كل قطرة ملك يضعها في موضعها الذي يأمر به ربه عز وجل فعجبوا من ذلك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أو تستكثرون عدد هؤلاء؟ إن الملائكة المستغفرين لمحبي علي بن أبي طالب أكثر من عدد هؤلاء، وإن الملائكة اللاعنين لمبغضيه أكثر من عدد هؤلاء، ثم قال عز وجل: " فأخرج به

(1) سورة الدخان: الآية 25.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»
الفهرست