بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ١٢٩
أي اشتهاه، ورجل هش: طلق المحيا انتهى (1).
64 - وقال القاضي عياض في الشفاء: روي عن محمد بن جبير (2) قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب، قد سماه الله في كتابه محمدا وأحمد، فمن خصائصه تعالى له أن ضمن أسماءه ثناءه، وطوى أثناء ذكر (3) عظيم شكره، فأما اسمه أحمد فأفعل مبالغة من صفة الحمد، ومحمد مفعل مبالغة من كثرة الحمد، فهو صلى الله عليه وآله أجل من حمد، وأفضل من حمد، وأكثر الناس حمدا، فهو أحمد المحمودين، وأحمد الحامدين، ومعه لواء الحمد يوم القيامة ليتم له كمال الحمد، ويتشهر في تلك العرصات بصفة الحمد، ويبعثه ربه هناك مقاما محمودا، كما وعده، يحمده فيه الأولون والآخرون بشفاعته لهم، ويفتح عليه من المحامد كما قال صلى الله عليه وآله ما لم يعط غيره، وسمي أمته في كتب أنبيائه بالحامدين، فحقيق أن يسمي محمدا وأحمد، ثم في هذين الاسمين من عجائب خصائصه، وبدايع آياته فن آخر، وهو أن الله جل اسمه حمى أن يسمى بهما أحد قبل زمانه، أما أحمد الذي أتى في الكتب وبشرت به الأنبياء فمنع الله تعالى بحكمته أن يسمى به أحد غيره، ولا يدعى به مدعو قبله حتى لا يدخل (4) لبس على ضعيف القلب، أو شك، وكذلك محمد أيضا لم يسم به أحد من العرب ولا غيرهم إلى أن شاع قبيل وجوده وميلاده أن نبيا يبعث اسمه محمد، فسمي قوم قليل أبنائهم لرجاء أن يكون أحدهم هو، والله أعلم حيث يجعل رسالته، وهم محمد بن أحيحة بن الجلاح الأوسي، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، ومحمد بن براء (5) البكري، ومحمد بن سفيان بن مجاشع، ومحمد بن حمران (6) الجعفي، ومحمد بن خزاعي

(1) المنتقى في مولود المصطفى: الفصل الرابع في جامع أوصافه صلى الله عليه وآله.
(2) في المصدر: محمد بن جبير، عن أبيه، أقول: هو الصواب، لأنه محمد بن جبير بن مطعم ابن عدي بن نوفل المتوفى على رأس المائة، وهو تابعي.
(3) في نسخة المصنف: ذكره.
(4) في المصدر: حتى يدخل.
(5) في المصدر: محمد بن بداء، وفي المحبر: محمد بن بر بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر ابن عبد مناة بن كنانة انتهى وقال شارح الشفاء: بداء بفتح موحدة، وتشديد دال مهملة بعدها الف ممدودة، وفي نسخة صحيحة بباء موحدة فراء ممدودة. وعده أبو موسى من الصحابة.
(6) في المصدر: عمران، وفي المحبر وشرح الشفاء عن نسخة: حمران مثل ما في الصلب.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402