بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ١١٨
فعلى الدنيا العفاء " وقال لبعض نسائه: " ألم أنهك أن تحبسي شيئا لغد فإن الله يأتي برزق كل غد ".
ومن أسمائه صلى الله عليه وآله: القثم، وله معنيان: أحدهما من القثم وهو الاعطاء لأنه كان أجود بالخير من الريح الهابة، يعطي فلا يبخل، ويمنح فلا يمنع، وقال الاعرابي الذي سأله: إن محمدا يعطي عطاء من لا يخاف الفقر.
وروي أنه أعطى يوم هوازن من العطايا ما قوم خمسمائة ألف ألف وغير ذلك مما لا يحصى، والوجه الآخر أنه من القثم وهو الجمع يقال للرجل الجموع للخير: قثوم وقثم، كذا حدث به الخليل، فإن كان هذا الاسم من هذا فلم تبق منقبة رفيعة ولا خلة (1) جليلة ولا فضيلة نبيلة إلا وكان لها جامعا، قال ابن فارس: والأول أصح وأقرب.
ومن أسمائه: الفاتح: لفتحه أبواب الايمان المنسدة، وإنارته الظلم المسودة، قال الله تعالى في قصة من قال: " ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق " أي احكم، فسمي صلى الله عليه وآله فاتحا لان الله سبحانه حكمه في خلقه يحملهم على المحجة البيضاء، ويجوز أن يكون من فتحه ما استغلق من العلم، وكذا روي عن علي عليه السلام أنه كان يقول في صفته: " الفاتح لما استغلق " والوجهان متقاربان.
ومن أسمائه صلى الله عليه وآله: الأمين، وهو مأخوذ من الأمانة وأدائها، وصدق الوعد، وكانت العرب تسميه بذلك قبل مبعثه، لما شاهدوه من أمانته، وكل من أمنت منه الخلف والكذب فهو أمين، ولهذا وصف به جبرئيل عليه السلام فقال: " مطاع ثم أمين ".
ومن أسمائه صلى الله عليه وآله: الخاتم، قال الله تعالى: " وخاتم النبيين " من قولك: ختمت الشئ أي تممته، وبلغت آخره، وهي خاتمة الشئ وختامه، ومنه ختم القرآن " وختامه مسك " أي آخر ما يستطعمونه عند فراغهم من شربه ريح المسك، فسمي به لأنه آخر النبيين بعثة (2) وإن كان في الفضل أولا قال صلى الله عليه وآله: " نحن الآخرون السابقون يوم

(1) في نسخه من المصدر: الخصلة. والمعنى واحد.
(2) فهو تمم النبوة بمجيئه، فلا يأتي بعده نبي ولا رسول.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402