الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١٨٨
ومؤسس الدولة ورسول الله. فليس هناك من يفضلهم علما ولا طهرا ولا نسبا. والتعدي على حقهم في القيادة، ودفع إمامة الأمة لمن هم أقل كفاءة وأضأل علما، هو السبب الرئيسي في الانحراف الذي طرأ على النظام السياسي وجر الدولة إلى المصير الذي نعرفه.
وقد انتهت سلسلة الأئمة أو القادة المعينين من قبل الله بغياب آخرهم الإمام المهدي عليه السلام عام 255 ه‍، ثم أوصى الأئمة بأن تكون القيادة بعدهم للعلماء المجتهدين الذين تتوفر فيهم الشروط وهي العلم والعدالة والفقه والشجاعة والكفاءة وغيرها.
ثم تشددوا في عدالة العلماء تشددا كثيرا حتى أن الأكل على قارعة الطريق مما يذهب بأهليتهم للقيادة.
فقيادة الأمة عندهم مرت بمرحلتين، الأولى تم تعيين القيادة فيها بعد النبي المؤسس، والثانية ترك الخيار فيها للأمة مع تحديد مواصفات خاصة، وشروط عامة ينبغي توافرها فيمن يتصدى للقيادة. وشروط القيادة في المرحلة الثانية تكاد تطابق ما عندنا
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»
الفهرست