رسالتان حول العصمة - الشيخ الصافي - الصفحة ١٠٧
نعم هذه الآية لا تدل على أزيد من عصمتهم عن المعاصي.
ومن هذه الآيات قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم.
وهذه الآية دلت على إطاعة الرسول، وأولي الأمر في كل ما يأمرون به وينهون عنه، ولو لم يكونوا معصومين لزم الأمر بإطاعة غير المعصوم، والأمر بإطاعة غير المعصوم، والأمر بإطاعته قبيح لكونه معرضا للأمر بالقبيح والنهي عن الحسن.
ومنها قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (1).
فإنه يدل على وجوب الكون مع الصادقين، والكون معهم عبارة عن متابعة أقوالهم، والاقتداء بأفعالهم، والتزام سيرتهم وعدم مفارقتهم، فيجب أولا عدم خلو الزمان منهم، وثانيا كونهم معصومين عن المعاصي والخطأ والسهو بل وترك الأولى وقد روي من طرق الشيعة وأهل السنة أن الصادقين هم أئمة أهل البيت عليهم السلام (2).
وللفخر الرازي في تفسيره الكبير كلام حول تفسير هذه الآية .

(١) التوبة - ١١٩ (٢) يراجع في ذلك شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج ١ ص ٢٦٢ - ٢٥٩ والدر المنثور للسيوطي ج ٣ ص ٩٠ وخصائص الوحي المبين لابن بطريق الفصل الثالث والعشرون ص 136 وغيرها من كتب أعلام الشيعة وأهل السنة ولابن بطريق هنا استدلال على أن الإيمان والتقوى لا ينفعان إلا بعد الكون مع أمير المؤمنين علي (ع).
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست