رسالتان حول العصمة - الشيخ الصافي - الصفحة ١١٠
الأوقات، أو يخصص عمومه ببعض الأوقات لا سبيل إلى الثاني فإن الأمة اتفقت على وجوب إطاعته مطلقا وفي جميع الأوقات وعلى هذا لو فرض كون الإمام غير معصوم يمكن أن يقع في الخطأ في وقت ما ويأمر على خلاف أمر به النبي فحينئذ إما أن يجب إطاعته ومخالفة النبي فهذا باطل قطعا وإما أن يجب إطاعة النبي ومخالفة الإمام فهو مخالف لوجوب إطاعة كل واحد منها لأن الله ساوى بينهما في الأمر بإطاعتهما.
وإما أن تجب إطاعة كل منها فهو محال وتكليف بما لا يطاق فلا يبقى إلا الأمر الرابع وهو عصمة الإمام كالنبي وعدم وقوع المخالفة بينهما.
وعلى هذا فنقول: فرق واضح بين إطاعة الإمام وإطاعة أمراء السرايا والحكام فإن الله لم يساو بين إطاعتهم وإطاعة الإمام والنبي، وإنما وجبت إطاعتهم بأمر النبي أو الإمام وتبعيتهما إياهم لهذه المناصب ولذا يجب أن يكون الإمام كالنبي معصوما دون غيرهما من أمراء السرايا والحكام.
هذا بعض الأدلة التي أقيمت على عصمة الأنبياء والأئمة عليهم السلام من القرآن المجيد المصدر الأول للتشريع الإسلامي بتقرير منا.
وهنا أيضا أدلة كثيرة من السنة التي هي المصدر الثاني للتشريع نشير إلى طائفة منها فمنها: الأحاديث المتواترة المشهورة بين الفريقين بأحاديث الثقلين (1) وهذه الأحاديث على كثرتها وتواترها، وكثرة

(1) منها ما أخرجه عبد بن حميد في مسنده عن زيد بن ثابت قال:
قال رسول الله (ص): إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض (إحياء الميت بفضائل أهل البيت ج 7) ومنها ما أخرجه أحمد في مسنده (ج 3 ص 17):
إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وأن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروني بم تخلفوني فيهما.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست