كتاب الصلاة (ط.ق) - الشيخ الأنصاري - الصفحة ١٩١
ونص في كشف اللثام كما عن حاشية الارشاد للفخر والحقوا به كسوف ساير الكواكب ويضعفه انصراف اطلاقات النصوص والفتاوى إلى غير ذلك الذي لا يظهر الا للأوحدي من الناس نعم لو فرض كونه مخوفا لمن اطلع عليه وجب على من اطلع عليه مع امكان منع صدق الكسوف على كسوف ساير الكواكب نعم لو فرض كون أحد الامرين مخوفا وجبت الصلاة على من اطلع عليه بل ربما يتأمل في كسوف أحد النيرين بغيرهما من حيث إنه ليس مخوفا الا للمنجم فقط لا عامة الناس فربما يخاف المنجم عن بعض الاقترانات ولكن التأمل في غير محله لان الكسوف المذكور مخوف لكل من أحسن به ولا دخل في ذلك للمنجم وغيره ولا يقدح في وجوب الصلاة على من أحسن بالخوف عدم خوف من لم يحس واما حديث خوف المنجم عن بعض الاقترانات فلا دخل له فيما نحن فيه أو ثبت عنده لدخوله في عنوان المخوف السماوي فان الأقوى الحاقه بجميع افراده بالكسوف كما عن القديمين ومحكى الصدوقين والمشايخ الثلاثة وسلار والقاضي وابن زهرة وابن إدريس ونسبه في المدارك إلى الأكثر بل عن الشيخ في الخلاف والقاضي الاجماع عليه وهو الظاهر من الغنية بل من المنتهى حيث لم يحك الخلاف الا عن العامة ويدل عليه مضافا إلى ما عرفت صحيحة زرارة ومحمد بن مسلم كل أخاويف السماء من ظلمة أو ريح أو قرع فصل له صلاة الكسوف حتى تسكن وعن الفقيه عن الفضل عن الرضا (ع) انما جعلت للكسوف صلاة لأنها أية من آيات الله لا يدرى لرحمة ظهرت أم لعذاب فأحب النبي صلى الله عليه وآله ان تفزع أمته إلى خالقها وراحمها عند ذلك ليصرف عنهم شرها ويقيهم مكروهها كما صرف عن قوم يونس حين تضرعوا إلى الله عز وجل وفي رواية محمد بن مسلم ويزيد بن معوية عنهما (ع) انه إذا وقع الكسوف أو بعضه هذه الآيات صلها ما لم يتخوف ان يذهب وقت الفريضة وما ورد من أن التكبير يرد الريح فالمراد به غير المخوف بالذات العامة من متعارف أوساط الناس إذ لا عبرة بخوف بعض النفوس التي يسرع إليها الانفعال ولا يعدم خوف بعض النفوس التي لا تنفعل بعظايم الأهوال أو بعدم خوف الكل لأجل غلبة وقوع ذلك ثم إن المراد بأخاويف السماء في الصحيحة ظاهرا ما يحدث منها فوق الأرض و يكون الوجوب في الزلزلة مستفاد من الاجماع وسائر الأخبار ويحتمل ان يراد بها المنسوبة إلى خالق السماء كما يقال الآفة السماوية والقضاء السماوي ويشمل حينئذ الآيات كلها مثل الزلزلة وخسف الأرض والصيحة والصاعقة وخروج النار من الأرض أو ظهورها في الهواء ونحو ذلك وإرادة هذا المعنى وإن كانت بعيدة من الرواية لكن الظاهر من كلام غير واحد من الأصحاب شمول المخوف السماوي ولكل مخوف ولو كان أرضيا ولذا استظهر في الذكرى من حكم الإسكافي وابن زهرة بوجوب الصلاة لكل مخوف السماوي وجوبها [للزله] واستدل على ثبوت الحكم لساير الآيات بالصحيحة المذكورة وحكى الشهيد الثاني في المقاصد
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»
الفهرست