تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٣٢٨
وقوله تعالى: * (وقالوا أإذا ضللنا في الأرض) * أي: تلفنا وتقطعت أوصالنا، فذهبنا في التراب حتى لم نوجد; * (إنا لفي خلق جديد) * أي: أنخلق بعد ذلك خلقا جديدا; إنكارا منهم للبعث واستبعادا له، و * (يتوفاكم) * معناه يستوفيكم; هو روي عن مجاهد: أن الدنيا بين يدي ملك الموت كالطست بين يدي الإنسان يأخذ من حيث أمر.
وقوله تعالى: * (ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم) * الآية تعجيب لمحمد عليه السلام وأمته من حال الكفرة، وما حل بهم، وجواب * (لو) * محذوف; لأن حذفه أهول في النفوس، وتنكيس رؤوسهم هو من الذل واليأس والهم بحلول العذاب. وقولهم * (أبصرنا وسمعنا) * أي: ما كنا نخبر به في الدنيا، ثم طلبوا الرجعة حين لا ينفع ذلك. ثم أخبر تعالى عن نفسه أنه لو شاء لهدى الناس أجمعين; بأن يلطف بهم لطفا يؤمنون به، ويخترع الإيمان في نفوسهم، هذا مذهب أهل السنة، و * (الجنة) *: الشياطين، و * (نسيتم) * معناه: تركتم; قاله ابن عباس وغيره.
وقوله: * (إنا نسيناكم) * سمى العقوبة باسم الذنب. ثم أثنى سبحانه على القوم الذين يؤمنون بآياته، ووصفهم بالصفة الحسنى من سجودهم عند التذكير، وتسبيحهم وعدم استكبارهم.
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381