تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٣٣٩
المؤمنون) * معناه: اختبروا * (وزلزلوا) *: معناه: حركوا بعنف. ثم ذكر تعالى قول المنافقين والمرضى القلوب; على جهة الذم لهم * (ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا) * فروي عن يزيد بن رومان أن معتب بن قشير قال: يعدنا محمد أن نفتتح كنوز كسرى وقيصر ومكة; ونحن الآن لا يقدر أحدنا أن يذهب إلى الغائط; ما يعدنا إلا غرورا، وقال غيره من المنافقين نحو هذا.
وقوله سبحانه: * (وإذ قالت طائفة منهم) * أي: من المنافقين * (لا مقام لكم) * أي: لا موضع قيام وممانعة، فارجعوا إلى منازلكم وبيوتكم، وكان هذا على جهة التخذيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والفريق المستأذن هو أوس بن قيظي; استأذن في ذلك على اتفاق من أصحابه المنافقين; فقال: * (إن بيوتنا عورة) * أي: منكشفة للعدو فأكذبهم الله - تعالى - ولو دخلت المدينة * (من أقطارها) * أي: من نواحيها، واشتد الخوف الحقيقي، ثم سئلوا الفتنة والحرب لمحمد وأصحابه لبادروا إليها وآتوها محبين فيها ولم يلبثوا في بيوتهم لحفظها إلا يسيرا، قيل: قدر ما يأخذون سلاحهم.
ثم أخبر تعالى عنهم أنهم قد كانوا عاهدوا الله إثر أحد لا يولون الأدبار وفي قوله تعالى: * (وكان عهد الله مسؤولا) * توعد وباقي الآية بين. ثم وبخهم بقوله: * (قد يعلم الله المعوقين منكم) * وهم الذين يعوقون الناس عن نصرة الرسول ويمنعونهم بالأقوال والأفعال من ذلك ويسعون على الدين، وأما القائلون لإخوانهم هلم إلينا فقال ابن زيد وغيره: أراد
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381