تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٣٢٧
وقوله تعالى: * (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض...) * الآية، الأمر اسم جنس لجميع الأمور، والمعنى ينفذ سبحانه قضاءه بجميع ما يشاءه، ثم يعرج إليه خبر ذلك في يوم من أيام الدنيا; مقداره أن لو سير فيه السير المعروف من البشر ألف سنة، أي: نزولا وعروجا لأن ما بين السماء والأرض خمس مائة سنة، هذا قول ابن عباس ومجاهد وغيرهما.
وقيل: المعنى: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض في مدة الدنيا، ثم يعرج إليه يوم القيامة، ويوم القيامة مقداره ألف سنة من عدنا، وهو على الكفار قدر خمسين ألف سنة. وقيل: غير هذا، وقرأ الجمهور /: " الذي أحسن كل شئ خلقه ": - بفتح اللام على أنه فعل ماض، ومعنى: " أحسن ": أتقن وأحكم فهو حسن من جهة ما هو لمقاصده التي أريد لها، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: " خلقه ": - بسكون اللام -. وذهب بعض الناس على هذه القراءة إلى أن: " أحسن " هنا معناه: ألهم، وأن هذه الآية بمعنى قوله تعالى: * (أعطى كل شئ خلقه ثم هدى) * [طه: الآية 50] أي:
ألهم. والإنسان هنا آدم - عليه السلام -، والمهين: الضعيف، * (ونفخ) *: عبارة عن إفاضة الروح في جسد آدم عليه السلام والضمير في * (روحه) * لله تعالى، وهي إضافة ملك إلى مالك وخلق إلى خالق، ويحتمل أن يكون الإنسان في هذه الآية اسم جنس و * (قليلا) * صفة لمصدر محذوف.
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381