تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٣٢٠
كان قد رعى معه الغنم -: ما بلغ بك يا لقمان ما أرى؟ قال: صدق الحديث، وأداء الأمانة، وتركي ما لا يعنيني، وحكم لقمان كثيرة مأثورة.
قال ابن العربي في " أحكامه ": وروى علماؤنا عن مالك قال: قال لقمان لابنه: يا بنى، إن الناس قد تطاول عليهم ما يوعدون، وهو إلى الآخرة سراعا يذهبون، وإنك قد استدبرت الدنيا مذ كنت، واستقبلت الآخرة مع أنفاسك، وإن دارا ستسير إليها; أقرب إليك من دار تخرج منها، انتهى.
وقوله: * (أن أشكر) * يجوز أن تكون " أن " في موضع نصب على إسقاط حرف الجر، أي: بأن أشكر لله ويجوز أن تكون مفسرة، أي: كانت حكمته دائرة على الشكر لله، وجميع العبادات داخلة في الشكر لله عز وجل، و * (حميد) * بمعنى: محمود أي: هو مستحق ذلك بذاته وصفاته.
وقوله تعالى: * (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن) * هاتان الآيتان اعتراض أثناء وصية لقمان و * (وهنا على وهن) * معناه ضعفا على ضعف، كأنه قال: حملته أمه، والضعف يتزيد بعد الضعف إلى أن ينقضي أمده.
وقال * ص *: * (وهنا على وهن) * حال من أمه أي شدة بعد شدة، أو جهدا على جهد، وقيل * (وهنا) * نطفة، ثم علقة، فيكون حالا من الضمير المنصوب في * (حملته) *.
انتهى.
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381