تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٣١٥
وقرأ الجمهور: * (وما آتيتم) * بمعنى: أعطيتم، وقرأ ابن كثير بغير مد، بمعنى:
وما فعلتم، وأجمعوا على المد في قوله * (وما آتيتم من زكاة) * والربا: الزيادة.
قال ابن عباس وغيره: هذه الآية نزلت في هبات الثواب.
قال * ع *: وما جرى مجراها مما يضعه الإنسان ليجازى عليه; كالسلم وغيره، فهو وإن كان لا إثم فيه; فلا أجر فيه ولا زيادة عند الله تعالى، وما أعطى الإنسان تنمية لماله وتطهيرا; يريد بذلك وجه الله تعالى; فذلك هو الذي يجازى به أضعافا مضاعفة على ما شاء الله له. وقرأ جمهور السبعة " ليربوا " بإسناد الفعل إلى الربا، وقرأ نافع وحده " لتربوا " وباقي الآية بين. ثم ذكر تعالى - على جهة العبرة - ما ظهر من الفساد بسبب المعاصي، قال مجاهد: البر البلاد البعيدة من البحر، والبحر السواحل والمدن التي على ضفة البحر، وظهور الفساد فيهما: هو بارتفاع البركات، ووقوع الرزايا، وحدوث الفتن وتغلب العدو، وهذه الثلاثة توجد في البر والبحر، قال ابن عباس: الفساد في البحر:
انقطاع صيده بذنوب بني آدم، وقلما توجد أمة فاضلة مطيعة مستقيمة الأعمال إلا يدفع الله عنها هذه الأمور، والأمر بالعكس في المعاصي، وبطر النعمة; ليذيقهم عاقبة بعض ما عملوا ويعفوا عن كثير. و * (لعلهم يرجعون) *، أي: يتوبون ويراجعون بصائرهم في طاعة ربهم; ثم حذر - تعالى - من يوم القيامة تحذيرا يعم العالم وإياهم المقصد بقوله * (فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله) * الآية و * (لا مرد له) *: معناه ليس فيه رجوع لعمل، ويحتمل أن يريد / لا يرده راد. وهذا ظاهر بحسب اللفظ و * (يصدعون) *: معناه: يتفرقون بعد جمعهم إلى الجنة وإلى النار. ثم ذكر تعالى من آياته أشياء وهي ما في الريح من المنافع وذلك أنها بشرى بالمطر ويلقح بها الشجر، وغير ذلك،
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381