تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٣١٠
وقرأ الجمهور: " للعالمين " - بفتح اللام - يعني: جميع العالم. وقرأ حفص عن عاصم - بكسرها - على معنى: أن أهل الانتفاع بالنظر فيها إنما هم أهل العلم، وباقي الآية اطلبه في محاله; تجده إن شاء الله مبينا، وهذا شأننا الإحالة في هذا المختصر; على ما تقدم بيانه، فاعلمه راشدا.
* ت *: وهذه الآيات والعبر إنما يعظم موقعها في قلوب العارفين بالله سبحانه، ومن أكثر التفكر في عجائب صنع الله تعالى حصلت له المعرفة بالله سبحانه.
قال الغزالي في " الإحياء ": وبحر المعرفة لا ساحل له; والإحاطة بكنه جلال الله محال، وكلما كثرت المعرفة بالله تعالى وصفاته وأفعاله وأسرار مملكته وقويت - كثر النعيم في الآخرة; وعظم، كما أنه كلما كثر البذر وحسن - كثر الزرع وحسن.
وقال أيضا في كتاب " شرح عجائب القلب " من " الإحياء ": وتكون سعة ملك العبد في الجنة; بحسب سعة معرفته بالله، وبحسب ما يتجلى له من عظمة الله - سبحانه -، وصفاته، وأفعاله، انتهى.
وقوله تعالى: * (أن تقوم السماء والأرض) * معناه: تثبت، كقوله تعالى: * (وإذا أظلم عليهم قاموا) * [البقرة: 20].
وهذا كثير، والدعوة من الأرض: هي البعث ليوم القيامة، قال مكي: والأحسن عند أهل النظر أن الوقف في هذه الآية يكون في آخرها، * (تخرجون) *; لأن مذهب سيبويه والخليل في " إذا " الثانية: أنها جواب / الأولى، كأنه قال: ثم إذا دعاكم خرجتم; وهذا أسد الأقوال.
وقال * ص *: * (إذا أنتم) *، " إذا ": للمفاجأة، وهل هي ظرف مكان أو ظرف زمان؟
خلاف، و * (من الأرض) * علقه الحوفي ب‍ " دعا "، وأجاز * ع *: أن يتعلق ب‍ " دعوة " انتهى.
وقرأ حمزة والكسائي: " تخرجون " - بفتح التاء، والباقون بضمها -، والقنوت هنا
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381