تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٤
وقوله سبحانه: * (قل أذلك خير أم جنة الخلد) * المعنى: قل يا محمد لهؤلاء الكفرة الصائرين إلى هذه الأحوال من النار: أذلك خير أم جنة الخلد، وهذا استفهام على جهة التوقيف والتوبيخ; لأن الموقف جائز له أن يوقف محاوره على ما شاء; ليرى هل يجيبه بالصواب أو بالخطإ.
وقوله تعالى: " ويوم نحشرهم " يعني الكفار، * (وما يعبدون من دون الله) * يريد كل شئ عبد من دون الله، وقرأ ابن عامر: " فنقول " بالنون، قال جمهور المفسرين:
والموقف المجيب كل من ظلم بأن عبد ممن يعقل كالملائكة وعيسى وعزير وغيرهم، وقال الضحاك وعكرمة: الموقف المجيب: الأصنام التي لا تعقل يقدرها الله تعالى على هذه المقالة، ويجيء خزي الكفرة لذلك أبلغ، وقرأ الجمهور: " نتخذ " - بفتح النون -، وذهبوا بالمعنى إلى أنه من قول من يعقل، وأن هذه الآية بمعنى التي في سورة سبأ: * (ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة) * الآية [سبأ: 40]. وكقول عيسى * (ما قلت لهم إلا ما أمرتني به) * [المائدة: 117].
وقولهم: * (حتى نسوا الذكر) * أي: ما ذكر به الناس على ألسنة الأنبياء - عليهم السلام -، منه وقرأ زيد بن ثابت وجماعة: " نتخذ " - بضم النون -.
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381