تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٥
وقوله تعالى: * (فقد كذبوكم...) * الآية: خطاب من الله تعالى للكفرة، أخبرهم أن معبوداتهم كذبتهم، وفي هذا الإخبار خزي وتوبيخ لهم، وقرأ حفص عن عاصم: فما تستطيعون " - بالتاء من فوق -; قال مجاهد: الضمير في " يستطيعون " هو للمشركين، و * (صرفا) * معناه رد التكذيب أو العذاب.
وقوله تعالى: * (ومن يظلم منكم) * قيل: هو خطاب للكفار، وقيل: للمؤمنين، والظلم هنا: الشرك، قاله الحسن وغيره، وقد يحتمل أن يعم غيره من المعاصي، وفي حرف أبي: " ومن يكذب منكم نذقه عذابا كبيرا ".
وقوله تعالى: * (وما أرسلنا قبلك من المرسلين...) * الآية: رد على قريش في قولهم: * (ما هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق) * ثم أخبر عز وجل أن السبب في ذلك أنه جعل بعض عبيده فتنة لبعض على العموم في جميع الناس مؤمن وكافر، والتوقيف ب‍ * (أتصبرون) * خاص بالمؤمنين المحققين، قال ابن العربي في " الأحكام ":
ولما كثر الباطل في الأسواق، وظهرت فيه المناكر - كره علماؤنا دخولها لأرباب الفضل والمقتدى يهم في الدين; تنزيها لهم عن البقاع التي يعصى الله تعالى فيها، انتهى. ثم أعرب قوله تعالى: * (وكان ربك بصيرا) * عن الوعد للصابرين والوعيد للعاصين، وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من دخل السوق، فقال: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير / وهو على كل شئ قدير - كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة "، رواه الترمذي وابن ماجة، وهذا لفظ الترمذي، وزاد في رواية أخرى: " وبنى له بيتا في الجنة "، ورواه الحاكم في " المستدرك " من عدة طرق، انتهى من " السلاح ".
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381