تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٧٧
واحد، وهذه نبذة شرحها بحسب التقصي يطول.
وقوله سبحانه: (وإن من شئ إلا يسبح بحمده...) الآية: اختلف في هذا " التسبيح "، هل هو حقيقة أو مجاز، * ت *: والصواب أنه حقيقة، ولولا خشية الإطالة، لأتينا من الدلائل على ذلك بما يثلج له الصدر.
وقوله سبحانه: (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة) يعني كفار مكة و (حجابا مستورا) يحتمل أن يريد به حماية نبيه منهم وقت قراءته وصلاته بالمسجد الحرام، كما هو معلوم مشهور ويحتمل أنه أراد أنه جعل بين فهم الكفرة وبين فهم ما يقرؤه صلى الله عليه وسلم حجابا، فالآية على هذا التأويل: في معنى التي بعدها.
وقال الواحدي: قوله تعالى: (وإذا قرأت القرآن...) الآية: نزلت في قوم كانوا يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم، إذا قرأ القرآن فحجبه الله عن أعينهم عند قراءة القرآن، حتى يكونوا يمرون به ولا يرونه.
وقوله: (مستورا) معناه: ساترا انتهى.
" والأكنة " جمع كنان، وهو ما غطى الشئ، " والوقر ": الثقل في الأذن، المانع / من السمع، وهذه كلها استعارات للإضلال الذي حفهم الله به.
وقوله سبحانه: (نحن أعلم بما يستمعون به...) الآية: هذا كما تقول: فلان يستمع بإعراض وتغافل واستخفاف، " وما " بمعنى " الذي "، قيل: المراد بقوله: (وإذ هم نجوى) اجتماعهم في دار الندوة، ثم انتشرت عنهم.
وقوله سبحانه: (انظر كيف ضربوا لك الأمثال...) الآية: حكى الطبري أنها
(٤٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة