تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٧٠
المنتظر، وهذا قول ابن عباس وغيره، والميسور: من اليسر.
وقوله سبحانه: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) استعارة لليد المقبوضة عن الانفاق جملة، واستعير لليد التي تستنفذ جميع ما عندها غاية البسط ضد الغل، وكل هذا في إنفاق الخير، وأما إنفاق الفساد، فقليله وكثيره حرام، أو الملامة هنا لاحقة ممن يطلب من المستحقين، فلا يجد ما يعطى، " والمحسور " الذي قد استنفدت قوته، تقول: حسرت البعير، إذا أتعبته حتى لم تبق له قوة، ومنه البصر الحسير.
قال ابن العربي وهذه الآية خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمراد أمته، وكثيرا ما جاء هذا المعنى في القرآن، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان سيدهم وواسطتهم إلى ربهم، عبر به عنهم، على عادة العرب في ذلك. انتهى من " الأحكام "، " والحسير ": هو الكال.
(إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) معنى (يقدر): يضيق.
وقوله سبحانه: (إنه كان بعباده خبيرا بصيرا)، أي: يعلم مصلحة قوم في الفقر، ومصلحة آخرين في الغنى.
وقال بعض المفسرين: الآية إشارة إلى حال العرب التي كانت يصلحها الفقر، وكانت إذا شبعت، طغت.
* ت *: وهذا التأويل يعضده قوله تعالى: (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض...) الآية [الشورى: 27] ولا خصوصية لذكر العرب إلا من حيث ضرب المثل.
وقوله سبحانه: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق...) الآية: نهي عن الوأد الذي
(٤٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة