تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٦٩
أعلم، وروي عنه عليه السلام، أنه قال: " لكون الميت في قبره كالغريق ينتظر دعوة تلحقه من ابنه أو أخيه أو صديقه، فإذا لحقته، كانت أحب إليه من الدنيا وما فيها " والأخبار في هذا الباب كثيرة انتهى من " العاقبة ".
* ت *: وروى مالك في " الموطإ " عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، أنه قال: كان يقال: إن الرجل ليرفع بدعاء ولده من بعده وأشار بيده نحو السماء. قال أبو عمرو: وقد رويناه بإسناد جيد، ثم أسند عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله ليرفع العبد الدرجة، فيقول: أي رب، أني لي هذه الدرجة؟ فيقال: باستغفار ولدك لك " انتهى من " التمهيد "، وروينا في " سنن أبي داود "، " أن رجلا من بني سلمة قال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شئ، أبرهما / به بعد موتهما؟ قال: نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما " انتهى.
وقوله سبحانه: (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل...) الآية: قال الجمهور: الآية وصية للناس كلهم بصلة قرابتهم، خوطب بذلك النبي صلى الله عليه وسلم والمراد الأمة، " والحق "، في هذه الآية، ما يتعين له، من صلة الرحم، وسد الخلة، والمواساة عند الحاجة بالمال والمعونة بكل وجه، قال بنحو هذا الحسن وابن عباس وعكرمة وغيرهم، " والتبذير " إنفاق المال في فساد أو في سرف في مباح.
وقوله تعالى: (وإما تعرضن عنهم)، أي: عمن تقدم ذكره من المساكين وابن السبيل، (فقل لهم قولا ميسورا)، أي: فيه ترجية بفضل الله، وتأنيس بالميعاد الحسن، ودعاء في توسعة الله وعطائه، وروي أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد نزول هذه الآية، " إذا لم يكن عنده ما يعطي: يرزقنا الله وإياكم من فضله " وال‍ (رحمة) على هذا التأويل: الرزق
(٤٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة