تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٨
وقوله سبحانه: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها) قرأ الجمهور: " أمرنا "، على صيغة الماضي، وعن نافع وابن كثير، في بعض ما روي عنهما: " آمرنا " بمد الهمزة، بمعنى كثرنا، وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه: " أمرنا " بتشديد الميم، وهي قراءة أبي عثمان النهدي، وأبي العالية وابن عباس، ورويت عن علي، قال الطبري القراءة الأولى معناها:
أمرناهم بالطاعة، فعصوا وفسقوا فيها، وهو قول ابن عباس وابن جبير، والثانية: معناها:
كثرناهم، والثالثة: هي من الإمارة، أي ملكناهم على الناس، قال الثعلبي: واختار أبو عبيد وأبو حاتم قراءة الجمهور، قال أبو عبيد: وإنما اخترت هذه القراءة، لأن المعاني الثلاثة مجتمعة فيها، وهي معنى الأمر والإمارة والكثرة انتهى.
* ت *: وعبارة ابن العربي: (أمرنا مترفيها) يعني بالطاعة، ففسقوا بالمخالفة انتهى من كلامه على الأفعال الواقعة في القرآن، " والمترف ": الغني من المال المتنعم، والترفة: النعمة، وفي مصحف أبي بن كعب: " قرية بعثنا أكابر مجرميها فمكروا فيها ".
وقوله سبحانه: (فحق عليها القول)، أي: وعيد الله لها الذي قاله رسولهم، " والتدمير " الإهلاك مع طمس الآثار وهدم البناء.
(وكم أهلكنا من القرون...) الآية: مثال لقريش ووعيد لهم، أي: لستم ببعيد مما حصلوا فيه إن كذبتم، واختلف في القرن، وقد روى محمد بن القاسم في ختنه عبد الله بن بسر، قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسه، وقال: " سيعيش هذا الغلام قرنا "
(٤٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة