تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٤
ومعناه: التردد، (وخلال) ظرف، أي: وسط الديار انتهى.
وقوله سبحانه: (ثم رددنا لكم الكرة عليهم...) الآية عبارة عما قاله سبحانه لبني إسرائيل في التوراة، وجعل " رددنا " موضع " نرد "، لما كان وعد الله في غاية الثقة، وأنه واقع لا محالة، فعبر عن المستقبل بالماضي، وهذه الكرة هي بعد الجولة الأولى، كما وصفنا، فغلبت بنو إسرائيل على بيت المقدس، وملكوا فيه، وحسنت حالهم برهة من الدهر، وأعطاهم الله الأموال والأولاد وجعلهم إذا نفروا إلى أمر أكثر الناس، فلما قال الله: إني سأفعل بكم هكذا، عقب بوصيتهم في قوله: (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم...) الآية، المعنى: إنكم بعملكم تجاوزن، و (وعد الآخرة) معناه: من المرتين.
/ وقوله: (ليسوءوا) اللام لام أمر، وقيل: المعنى: بعثناهم، ليسوؤوا وليدخلوا، فهي لام كي كلها، والضمير للعباد أولي البأس الشديد، و (المسجد) مسجد بيت المقدس، " وتبر " معناه: أفسد بغشم وركوب رأس.
وقوله: (ما علوا)، أي: ما علوا عليه من الأقطار، وملكوه من البلاد، وقيل: " ما " ظرفية، والمعنى مدة علوهم وغلبتهم على البلاد.
وقوله سبحانه: (عسى ربكم أن يرحمكم...) الآية: يقول الله عز وجل لبقية بني إسرائيل: عسى ربكم إن أطعتم في أنفسكم واستقمتم أن يرحمكم، وهذه العدة ليست برجوع دولة، وإنما هي بأن يرحم المطيع منهم، وكان من الطاعة اتباعهم لعيسى ومحمد عليهما السلام، فلم يفعلوا، وعادوا إلى الكفر والمعصية، فعاد عقاب الله عليهم بضرب الذلة عليهم، وقتلهم وإذلالهم بيد كل أمة، و " الحصير ": من الحصر بمعنى السجن، وبنحو هذا فسره مجاهد وغيره، وقال الحسن: " الحصير " في الآية: أراد به ما يفترش ويبسط، كالحصير المعروف عند الناس.
قال * ع *: وذلك الحصير أيضا هو مأخوذ من الحصر.
(٤٥٤)
مفاتيح البحث: القتل (1)، السجود (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة