تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٥١
وحده: " ألا يتخذوا " بالياء، على لفظ الغائب، " والوكيل "، هنا من التوكيل، أي: متوكلا عليه في الأمور، فهو ند لله بهذا الوجه، وقال مجاهد: (وكيلا): شريكا، ووصف نوح بالشكر، لأنه كان يحمد الله في كل حال، وعلى كل نعمة من المطعم والمشرب والملبس والبراز وغير ذلك صلى الله عليه وسلم، قاله سلمان الفارسي وغيره، وقال ابن المبارك في " رقائقه ": أخبرنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن عبد الله بن سلام: أن موسى عليه السلام قال: يا رب، ما الشكر الذي ينبغي لك؟ قال: يا موسى لا يزال لسانك رطبا من ذكري، انتهى، وقد رويناه مسندا عن النبي صلى الله عليه وسلم أعني قوله: " لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ".
وقوله سبحانه: (وقضينا إلى بني إسرائيل...) الآية: قالت فرقة: (قضينا) معناه:
في أم الكتاب.
قال * ع *: وإنما يلبس في هذا المكان تعدية (قضينا) ب‍ " إلى "، وتلخيص المعنى عندي: أن هذا الأمر هو مما قضاه الله عز وجل في أم الكتاب على بني إسرائيل،
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة