تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٣٧٥
وقوله سبحانه: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم...) الآية، هذه الآية طعن ورد على المستغربين أمر محمد صلى الله عليه وسلم، وباقي الآية بين.
وقوله سبحانه لموسى: (وذكرهم بأيام الله): أي: عظهم بالتهديد بنقم الله التي / أحلها بالأمم الكافرة قبلهم، وبالتعديد لنعمه عليهم، وعبر عن النعم والنقم ب‍ " الأيام "، إذ هي في أيام، وفي هذه العبارة تعظيم هذه الكوائن المذكر بها، وفي الحديث الصحيح:
" بينما موسى في قومه يذكرهم أيام الله... " الحديث، في قصة موسى مع الخضر.
قال عياض في " الإكمال ": " أيام الله ": نعماؤه وبلاؤه، انتهى. وقال الداوودي: وعن النبي صلى الله عليه وسلم: " (وذكرهم بأيام الله): قال: بنعم الله " وعن قتادة: (لآيات لكل صبار شكور): قال: نعم، والله، العبد إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر. انتهى.
وقال ابن العربي في " أحكامه ": وفي (أيام الله) قولان أحدهما: نعمه. والثاني:
نقمه. انتهى.
وقوله: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم...) الآية: " تأذن ": بمعنى آذن، أي: أعلم.
قال بعض العلماء: الزيادة على الشكر ليست في الدنيا، وإنما هي من نعم الآخرة، والدنيا أهون من ذلك.
قال * ع *: وجائز أن يزيد الله المؤمن على شكره من نعم الدنيا والآخرة، والكفر "، هنا: يحتمل أن يكون على بابه، ويحتمل أن يكون كفر النعم لا كفر الجحد،
(٣٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة