تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٣٧٠
وقوله تعالى: " كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم ": أي: كما أجرينا عادتنا، (كذلك أرسلناك...) الآية.
وقوله: (وهم يكفرون بالرحمن): قال قتادة: نزلت في قريش: لما كتب في الكتاب: (بسم الله الرحمن الرحيم) في قصة الحديبية، فقال قائلهم: نحن لا نعرف الرحمن.
قال * ع *: وذلك منهم إباءة اسم فقط، وهروب عن هذه العبارة التي لم يعرفوها إلا من قبل النبي عليه السلام، وال‍ (متاب): المرجع، ك‍ " المآب " لأن التوبة هي الرجوع.
وقوله سبحانه: (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض...) الآية:
قال ابن عباس وغيره: إن الكفار قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أزح عنا وسير جبلي مكة، فقد ضيقا علينا، واجعل لنا أرضنا قطع غراسة وحرث، وأحي لنا آباءنا وأجدادنا، / وفلانا وفلانا، فنزلت الآية في ذلك معلمة أنهم لا يؤمنون، ولو كان ذلك كله.
وقوله تعالى: (أفلم ييئس الذين آمنوا...) الآية: " ييئس ": معناه: يعلم، وهي لغة هوازن، وقرأ علي بن أبي طالب وابن عباس وجماعة: " أفلم يتبين "، ثم أخبر سبحانه عن كفار قريش والعرب، أنهم لا يزالون تصيبهم قوارع من سرايا النبي صلى الله عليه وسلم وغزواته، ثم قال: " أو تحل أنت يا محمد قريبا من دارهم ". [هذا تأويل ابن عباس وغيره.
وقال الحسن بن أبي الحسن: المعنى: أو تحل القارعة قريبا من دارهم]، و (وعد الله)، على قول ابن عباس وغيره: هو فتح مكة، وقال الحسن: الآية عامة في الكفار إلى
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة