تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٩
يحمله العرش، بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته، ومقهورون في قبضته، كان الله ولا شئ معه، كان سبحانه قبل أن يخلق المكان والزمان، وهو الآن على ما عليه كان.
وقوله سبحانه: (وسخر الشمس والقمر): تنبيه على القدرة، وفي ضمن الشمس والقمر الكواكب، ولذلك قال: (كل يجري) أي: كل ما هو في معنى الشمس والقمر، و " الأجل المسمى ": هو انقضاء الدنيا، وفساد هذه البنية.
(يدبر الأمر): معناه: يبرمه وينفذه، وعبر بالتدبير، تقريبا للأفهام، وقال مجاهد:
(يدبر الأمر): معناه يقضيه وحده.
و (لعلكم بلقاء ربكم توقنون): أي: توقنون بالبعث.
وقوله سبحانه: (وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي): لما فرغت آيات السماء، ذكرت آيات الأرض، وال‍ (رواسي): الجبال الثابتة.
وقوله سبحانه: (جعل فيها زوجين اثنين): " الزوج "، في هذه الآية: الصنف والنوع، وليس بالزوج المعروف في المتلازمين الفردين من الحيوان وغيره: ومنه قوله سبحانه: (سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض...) الآية: [يس: 36]، ومنه: (وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج) [ق: 7]، وهذه الآية تقتضي أن كل ثمرة، فموجود منها نوعان، فإن اتفق أن يوجد من ثمرة أكثر من نوعين، فغير ضار في معنى الآية: و (قطع): جمع قطعة، وهي الأجزاء، وقيد منها في هذا المثال ما جاور وقرب بعضه من بعض، لأن اختلاف ذلك في الأكل أغرب، وقرأ الجمهور: " وجنات " - بالرفع -، عطفا على " قطع "، وقرأ نافع وغيره: " وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان ".
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة