تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٣١٢
وقوله سبحانه: (لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين)، إذ كل أحد ينبغي أن يسأل عن مثل هذا القصص، إذ هي مقر العبر والاتعاظ، وقولهم: (وأخوه): يريدون به " يامين "، وهو أصغر من يوسف، ويقال له: " بنيامين " قيل: وهو شقيقه، (أحب إلى أبينا منا): أي: لصغرهما وموت أمهما، وهذا من حب الصغير هي فطرة البشر، وقولهم:
(ونحن عصبة): أي: جماعة تضر وتنفع، وتحمي وتخذل، أي: لنا كانت تنبغي المحبة والمراعاة، والعصبة في اللغة: الجماعة، وقولهم: (لفي ضلال مبين)، أي: لفي انتلاف وخطأ في محبة يوسف وأخيه، وهذا هو معنى الضلال، وإنما يصغر قدره، ويعظم بحسب الشئ الذي فيه يقع الانتلاف، و (مبين): معناه: ظاهر للمتأمل، وقولهم: (أو اطرحوه أرضا): أي: بأرض بعيدة، ف‍ " أرضا " مفعول ثان بإسقاط حرف الجر، والضمير في " بعده " عائد على يوسف، أو قتله، أو طرحه، (وصالحين): قال مقاتل وغيره: إنهم أرادوا صلاح الحال عند أبيهم، والقائل منهم: " لا تقتلوه " هو: " روبيل " أسنهم، قاله قتادة وأبن إسحاق، وقيل: هو شمعون، قاله مجاهد، وهذا عطف منه على أخيه لا محالة، لما أراد الله من إنفاذ قضائه، و " الغيابة ": ما غاب عنك، و (الجب) البئر التي لم تطو، لأنها جبت من الأرض فقط، قال المهدوي: والجب، في اللغة: البئر المقطوعة التي لم تطو، انتهى. وال‍ (سيارة): جمع سيار، وروي أن جماعة من الأعراب التقطت يوسف عليه السلام.
وقوله سبحانه: (قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون...) الآية: المتقدمة تقتضي أن أباهم قد كان علم منهم إرادتهم السوء في جهة يوسف، وهذه
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة