تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٣١٣
الآية تقتضي أنهم علموا هم منه بعلمه ذلك، وقرأ أبو عامر وابن عمرو: " نرتع ونلعب " - بالنون فيهما وإسكان العين والباء -، و " نرتع "، على هذا: من الرتوع، وهي الإقامة في الخصب والمرعى في أكل وشرب، وقرأ ابن كثير: " نرتع ونلعب " - بالنون فيهما وكسر العين وإسكان الباء -، وقد روي عنه " ويلعب " - بالياء - " ونرتع " على هذا: من رعاية الإبل. وقال مجاهد: من المراعاة، أي: يرعى بعضنا بعضا، ويحرسه، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: " يرتع ويلعب " بإسناد ذلك كله إلى يوسف، وقرأ نافع " يرتع ويلعب "، ف‍ " يرتع "، على هذا: من رعاية الإبل، قال أبو علي: وقراءة ابن كثير " نرتع " - بالنون - و " يلعب " - بالياء -: منزعها حسن، لإسناد النظر في المال، والرعاية إليهم، واللعب إلى يوسف لصباه، ولعبهم هذا داخل في اللعب المباح والمندوب كاللعب بالخيل والرمي، وعللوا طلبه والخروج به بما يمكن أن يستهوي يوسف لصباه من الرتوع واللعب والنشاط، وإنما خاف يعقوب عليه السلام الذئب دون سواه، وخصصه، لأنه كان الحيوان العادي المنبث في القطر، ولصغر يوسف، و (أجمعوا): معناه: عزموا.
وقوله سبحانه: (وأوحينا إليه) يحتمل أن يكون الوحي إلى يوسف حينئذ برسول، ويحتمل أن يكون بإلهام أو بنوم، وكل ذلك قد قيل، وقرأ الجمهور: لتنبئنهم بالتاء من فوق.
وقوله: (وهم لا يشعرون): قال ابن جريج: معناه: لا يشعرون وقت التنبئة، أنك يوسف، وقال قتادة: لا يشعرون بوحينا إليك.
(٣١٣)
مفاتيح البحث: الخوف (1)، الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة