تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٦
وكان ابن مسعود يتأول الآية في صدق الحديث، وإليه نحا كعب بن مالك.
وقوله سبحانه: (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله...) الآية، هذه الآية معاتبة للمؤمنين من أهل يثرب وقبائل العرب المجاورة لها، على التخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة، وقوة الكلام تعطي الأمر بصحبته أين ما توجه غازيا وبذل النفوس دونه، و " المخمصة " مفعلة من خموص البطن، وهو ضموره واستعير ذلك لحالة الجوع، إذ الخموص ملازم له، ومن ذلك قول الأعشى: [الطويل] تبيتون في المشتى ملاء بطونكم * وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا وقوله: (ولا ينالون من عدو نيلا): لفظ عام لقليل ما يصنعه المؤمنون بالكفرة - من أخذ مال، أو إيراد هوان - وكثيره و (نيلا): مصدر نال ينال، وفي الحديث: " ما ازداد قوم من أهليهم في سبيل الله بعدا إلا ازدادوا من الله قربا ".
* ت *: وروى أبو داود في " سننه "، عن أبي مالك الأشعري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من فصل في سبيل الله، فمات أو قتل، فهو شهيد، أو وقصه فرسه أو بعيره أو لدغته هامة، أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله فإنه شهيد، وإن له الجنة "، انتهى.
قال ابن العربي في " أحكامه ": قوله عز وجل: (ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم): يعني إلا كتب لهم ثوابه، وكذلك قال في المجاهد: " إن أرواث دوابه وأبوالها حسنات له " وكذلك أعطى سبحانه لأهل العذر من الأجر ما أعطى للقوي العامل بفضله،
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة