تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٢١
وقوله سبحانه: (وبشر المؤمنين): قيل: هو لفظ عام، أمر صلى الله عليه وسلم أن يبشر أمته جميعا بالخير من الله، وقيل: بل هذه الألفاظ خاصة لمن لم يغز، أي: لما تقدم في الآية وعد المجاهدين وفضلهم، أمر صلى الله عليه وسلم، أن يبشر سائر المؤمنين ممن لم يغز بأن الإيمان مخلص من النار، والحمد لله رب العالمين.
وقوله سبحانه: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين...) الآية:
جمهور المفسرين أن هذه الآية نزلت في شأن أبي طالب، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه حين احتضر، فوعظه، وقال: " أي عم، قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله "، وكان بالحضرة أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية، فقالا له: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فقال أبو طالب: يا محمد، والله، لولا أني أخاف أن يعير بها ولدي من بعدي، لأقررت بها عينك، ثم قال: هو على ملة عبد المطلب، ومات على ذلك، إذ لم يسمع منه صلى الله عليه وسلم ما قال العباس، فنزلت (إنك لا تهدي من أحببت) [القصص: 56] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والله، لأستغفرن لك ما لم أنه عنك "، فكان يستغفر له حتى نزلت هذه الآية، فترك نبي الله الاستغفار لأبي طالب، وروي أن المؤمنين لما رأوا نبي الله يستغفر لأبي طالب، جعلوا يستغفرون لموتاهم، فلذلك دخلوا في النهي، والآية على هذا ناسخة
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة