تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٧
ففي الصحيح، بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الغزوة بعينها: " إن بالمدينة قوما ما سلكتم واديا ولا قطعتم شعبا إلا وهم معكم حبسهم العذر " انتهى.
وقوله سبحانه: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة...) الآية: قالت فرقة: إن المؤمنين الذين / كانوا بالبادية سكانا ومبعوثين لتعليم الشرع، لما سمعوا قول الله عز وجل: (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب...) الآية [التوبة: 120]، أهمهم ذلك، فنفروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، خشية أن يكونوا عصاة في التخلف عن الغزو، فنزلت هذه الآية في نفرهم ذلك.
وقالت فرقة: سبب هذه الآية أن المنافقين، لما نزلت الآيات في المتخلفين، قالوا:
هلك أهل البوادي، فنزلت هذه الآية مقيمة لعذر أهل البوادي.
قال * ع *: فيجئ قوله: (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب):
عموم في اللفظ، والمراد به في المعنى الجمهور والأكثر، وتجئ هذه الآية مبينة لذلك.
وقالت فرقة: هذه الآية ناسخة لكل ما ورد من إلزام الكافة النفير والقتال، وقال ابن عباس ما معناه: أن هذه الآية مختصة بالبعوث والسرايا والآية المتقدمة ثابتة الحكم مع خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغزو، وقالت فرقة: يشبه أن يكون التفقه في الغزو وفي
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة