مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٤٤٦
كتاب اللام لب: اللب العقل الخالص من الشوائب وسمى بذلك لكونه خالص ما في الانسان من معانيه كاللباب واللب من الشئ، وقيل هو ما زكى من العقل فكل لب عقل وليس كل عقل لبا. ولهذا علق الله تعالى الاحكام التي لا يدركها إلا العقول الزكية بأولى الألباب نحو قوله: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا) إلى قوله: (أولوا الألباب) ونحو ذلك من الآيات، ولب فلان يلب صار ذا لب. وقالت امرأة في ابنها اضربه كي يلب ويقود الجيش ذا اللجب. ورجل ألبب من قوم ألباء، وملبوب معروف باللب، وألب بالمكان أقام وأصله في البعير وهو أن يلقى لبته فيه أي صدره، وتلبب إذا تحزم وأصله أن يشد لبته، ولببته ضربت لبته وسمى اللبة لكونه موضع اللب، وفلان في لبب رخى أي في سعة. وقولهم لبيك قيل أصله من لب بالمكان وألب أقام به وثنى لأنه أراد إجابة بعد إجابة، وقيل أصله لبب فأبدل من أحد الباآت ياء نحو تظنيت وأصله تظننت، وقيل هو من قولهم امرأة لبة أي محبة لولدها، وقيل معناه إخلاص لك بعد إخلاص من قولهم لب الطعام أي خالصه ومنه حسب لباب.
لبث: لبث بالمكان أقام به ملازما له، قال:
(فلبث فيهم ألف سنة - فلبثت سنين) قال:
(كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم - قالوا ربكم أعلم بما لبثتم - لم يلبثوا إلا عشية - لم يلبثوا إلا ساعة - ما لبثوا في العذاب المهين).
لبد: قال تعالى: (يكونون عليه لبدا) أي مجتمعة، الواحدة لبدة كاللبد المتلبد أي المجتمع، وقيل معناه كانوا يسقطون عليه سقوط اللبد، وقرئ لبدا أي متلبدا ملتصقا بعضها ببعض للتزاحم عليه، وجمع اللبد ألباد ولبود. وقد ألبدت السرج جعلت له لبدا وألبدت الفرس ألقيت عليه اللبد نحو أسرجته وألجمته وألببته، واللبدة القطعة منها. وقيل هو أمنع من لبدة الأسد أي من صدره، ولبد الشعر وألبد بالمكان لزمه لزوم لبده، ولبدت الإبل لبدا أكثرت من الكلأ حتى أتعبها.
(٤٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 ... » »»
الفهرست