مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٤٤٤
شربت كأسا، وكأس طيبة يعنى بها الشراب، قال (وكأس من معين) وكأست الناقة تكؤس إذا مشت على ثلاثة قوائم، والكيس جودة القريحة، وأكأس الرجل وأكيس إذا ولد أولادا أكياسا، وسمى الغدر كيسان تصورا أنه ضرب من استعمال الكيس أو لان كيسان كان رجلا عرف بالغدر ثم سمى كل غادر به كما أن الهالكي كان حدادا عرف بالحدادة ثم سمى كل حداد هالكيا.
كيف: كيف لفظ يسأل به عما يصح أن يقال فيه شبيه وغير شبيه كالأبيض والأسود والصحيح والسقيم، ولهذا لا يصح أن يقال في الله عز وجل كيف، وقد يعبر بكيف عن المسؤول عنه كالأسود والأبيض فإنا نسميه كيف، وكل ما أخبر الله تعالى بلفظة كيف عن نفسه فهو استخبار على طريق التنبيه للمخاطب أو توبيخا نحو (كيف تكفرون بالله - كيف يهدى الله - كيف يكون للمشركين عهد - انظر كيف ضربوا لك الأمثال - فانظر كيف بدأ الخلق - (أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده).
كيل: الكيل كيل الطعام. يقال كلت له الطعام إذا توليت ذلك له، وكلته الطعام إذا أعطيته كيلا، واكتلت عليه أخذت منه كيلا، قال الله تعالى: (ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم) وذلك إن كان مخصوصا بالكيل فحث على تحرى العدل في كل ما وقع فيه أخذ ودفع وقوله (فأوف الكيل - فأرسل معنا أخانا نكتل - كيل بعير) مقدار حمل بعير.
كان: كان عبارة عما مضى من الزمان وفى كثير من وصف الله تعالى تنبئ عن معنى الأزلية، قال (وكان الله بكل شئ عليما - وكان الله على كل شئ قديرا) وما استعمل منه في جنس الشئ متعلقا بوصف له هو موجود فيه فتنبيه على أن ذلك الوصف لازم له، قليل الانفكاك منه نحو قوله في الانسان (وكان الانسان كفورا - وكان الانسان قتورا - وكان الانسان أكثر شئ جدلا) فذلك تنبيه على أن ذلك الوصف لازم له قليل الانفكاك منه، وقوله في وصف الشيطان (وكان الشيطان للانسان خذولا - وكان الشيطان لربه كفورا) وإذا استعمل في الزمان الماضي فقد يجوز أن يكون المستعمل فيه بقي على حالته كما تقدم ذكره آنفا، ويجوز أن يكون قد تغير نحو كان فلان كذا ثم صار كذا ولا فرق بين أن يكون الزمان المستعمل فيه كان قد تقدم تقدما كثيرا نحو أن تقول: كان في أول ما أوجد الله تعالى، وبين أن يكون في زمان قد تقدم بآن واحد عن الوقت الذي استعملت فيه كان نحو أن تقول كان آدم كذا، وبين أن يقال كان زيد ههنا، ويكون بينك وبين ذلك الزمان أدنى وقت ولهذا
(٤٤٤)
مفاتيح البحث: الطعام (2)، الضرب (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 ... » »»
الفهرست