مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٨٥
كتاب الجيم جب: قال الله تعالى: (فألقوه في غيابة الجب) أي بئر لم تطو وتسميته بذلك إما لكونه محفورا في جبوب أي في أرض غليظة وإما لأنه قد جب والجب قطع الشئ من أصله كجب النخل، وقيل زمن الجباب نحو زمن الصرام، وبعير أجب مقطوع السنام، وناقة جباء وذلك نحو أقطع وقطعاء للمقطوع اليد، ومعنى مجبوب مقطوع الذكر من أصله، والجبة التي هي اللباس منه وبه شبه ما دخل فيه الرمح من السنان. والجباب شئ يعلو ألبان الإبل وجبت المرأة النساء حسنا إذا غلبتهن، استعارة من الجب الذي هو القطع، وذلك كقولهم قطعته في المناظرة والمنازعة. وأما الجبجبة فليست من ذلك بل سميت به لصوتها المسموع منها.
جبت: قال الله تعالى: (يؤمنون بالجبت والطاغوت) الجبت والجبس الغسل الذي لا خير فيه، وقيل التاء بدل من السين تنبيها على مبالغته في الغسولة كقول الشاعر:
* عمرو بن يربوع شرار الناس * أي خسار الناس، ويقال لكل ما عبد من دون الله جبت وسمى الساحر والكاهن جبتا.
جبر: أصل الجبر إصلاح الشئ بضرب من القهر يقال جبرته فانجبر واجتبر وقد قيل جبرته فجبر كقول الشاعر:
* قد جبر الدين الاله فجبر * هذا قول أكثر أهل اللغة وقال بعضهم ليس قوله فجبر مذكورا على سبيل الانفعال بل ذلك على سبيل الفعل وكرره ونبه بالأول على الابتداء بإصلاحه وبالثاني على تتميمه فكأنه قال قصد جبر الدين وابتدأه فتمم جبره، وذلك أن فعل تارة يقال لمن ابتدأ بفعل وتارة لمن فرغ منه.
وتجبر يقال إما لتصور معنى الاجتهاد والمبالغة أو لمعنى التكلف كقول الشاعر:
* تجبر بعد الاكل فهو غيص * وقد يقال الجبر تارة في الاصلاح المجرد نحو قول علي رضي الله عنه: يا جابر كل كسير، ويا مسهل كل عسير. ومنه قولهم للخبز جابر ابن حبة. وتارة في القهر المجرد نحو قوله عليه السلام: " لا جبر ولا تفويض ". والجبر في الحساب إلحاق شئ به إصلاحا لما يريد إصلاحه وسمى السلطان جبرا كقول الشاعر:
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست