مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٨٨
الصديقين والشهداء كما قال تعالى: (وكذلك يجتبيك ربك - فاجتباه ربه فجعله من الصالحين - واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم) وقوله تعالى: (ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) وقال عز وجل (يجتبي إليه من يشاء ويهدى إليه من ينيب) وذلك نحو قوله تعالى: (إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار).
جث: يقال جثثته فانجث وجسسته فاجتس قال الله عز وجل: (اجتثت من فوق الأرض) أي اقتلعت جثته والمجثة ما يجث به وجثة الشئ شخصه الناتئ والجث ما ارتفع من الأرض كالأكمة والجثيثة سميت به لما يأتي جثته بعد طحنه، والجثجاث نبت.
جثم: (فأصبحوا في ديارهم جاثمين) استعارة للمقيمين من قولهم جثم الطائر إذا قعد ولطى بالأرض، والجثمان شخص الانسان قاعدا، ورجل جثمة وجثامة كناية عن النئوم والكسلان.
جثا: جثى على ركبتيه جثوا وجثيا فهو جاث نحو عتا يعتو عتوا وعتيا وجمعه جثى نحو باك وبكى وقوله عز وجل (ونذر الظالمين فيها جثيا) يصح أن يكون جمعا نحو بكى وأن يكون مصدرا موصوفا به. والجاثية في قوله عز وجل: (وترى كل أمة جاثية) فموضوع موضع الجمع، كقولك جماعة قائمة وقاعدة.
جحد: الجحود نفى ما في القلب إثباته وإثبات ما في القلب نفيه، يقال جحد جحودا وجحدا قال عز وجل (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) وقال عز وجل (بآياتنا يجحدون) ويجحد يختص بفعل ذلك يقال رجل جحد شحيح قليل الخير يظهر الفقر، وأرض جحدة قليلة النبت، يقال جحدا له ونكدا وأجحد صار ذا جحد.
جحم: الجحمة شدة تأجج النار ومنه الجحيم، وجحم وجهه من شدة الغضب استعارة من جحمة النار وذلك من ثوران حرارة القلب، وجحمت الأسد عيناه لتوقدهما.
جد: الجد قطع الأرض المستوية ومنه جد في سيره يجد جدا وكذلك جد في أمره وأجد صار ذا جد، وتصور من جددت الأرض القطع المجرد فقيل جددت الأرض إذا قطعته على وجه الاصلاح، وثوب جديد أصله المقطوع ثم جعل لكل ما أحدث إنشاؤه، قال (بل هم في لبس من خلق جديد) إشارة إلى النشأة الثانية وذلك قولهم: (أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد) وقوبل الجديد بالخلق لما كان المقصود بالجديد القريب العهد بالقطع من الثوب، ومنه قيل الليل والنهار الجديدان
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست