تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٢٣٢
وفر مالك بن عوف فدخل حصن الطائف، وقتل منهم زهاء مائة رجل، وأغنم الله المسلمين أموالهم ونساءهم، وأمر رسول الله بالذراري والأموال ان تحدر إلى الجعرانة، وولى على الغنائم بديل بن ورقاء الخزاعي.
ومضى صلى الله عليه وآله وسلم في أثر القوم فوافى الطائف في طلب مالك بن عوف فحاصر أهل الطائف بقية الشهر فلما دخل ذو القعدة انصرف وأتى الجعرانة، وقسم بها غنائم حنين وأوطاس.
قال سعيد بن المسيب: حدثني رجل كان في المشركين يوم حنين قال: لما التقينا نحن وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقفوا لنا حلب شاة فلما كشفناهم جعلنا نسوقهم حتى إذ انتهينا إلى صاحب البغلة الشهباء يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتلقانا رجال بيض الوجوه فقالوا لنا: شاهت الوجوه ارجعوا فرجعنا فركبوا أكتافنا فكانوا إياها يعنى الملائكة.
قال الزهري: وبلغني ان شيبة بن عثمان قال: استدبرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أريد ان اقتله بطلحة بن عثمان وعثمان بن طلحة وكانا قد قتلا يوم أحد فأطلع الله رسوله على ما في نفسي فالتفت إلى وضرب في صدري، وقال: أعيذك بالله يا شيبة فأرعدت فرائصي فنظرت إليه وهو أحب إلى من سمعي وبصرى فقلت: اشهد انك رسول الله، وأن الله اطلعك على ما في نفسي.
وقسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الغنائم بالجعرانة، وكان معه من سبى هوازن ستة آلاف من الذراري والنساء، ومن الإبل والشاه ما لا يدرى عدته قال أبو سعيد الخدري: قسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمتألفين من قريش ومن سائر العرب ما قسم، ولم يكن في الأنصار منها شئ قليل ولا كثير فمشى سعد بن عبادة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار وجدوا عليك في قسمك هذه الغنائم في قومك وفي سائر العرب ولم يكن فيهم من ذلك شئ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: فأين أنت من ذلك يا سعد؟ فقال: ما أنا إلا امرؤ من قومي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة فجمعهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
يا معشر الأنصار أو لم آتكم ضلالا فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله وأعداء فألف
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست