تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٢٣٣
بين قلوبكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله.
ثم قال: ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟ فقالوا: وما نقول؟ وبما ذا نجيبك؟
المن لله ولرسوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما والله لو شئتم لقلتم فصدقتم: جئتنا طريدا فآويناك، وعائلا فآسيناك، وخائفا فآمناك، ومخذولا فنصرناك. فقالوا:
المن لله ولرسوله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم إلى ما قسم الله لكم من الاسلام.
أفلا ترضون يا معشر الأنصار ان تذهب الناس إلى رحالهم بالشاء والبعير، وتذهبون برسول الله إلى رحالكم؟ فوالذي نفسي بيده لو أن الناس سلكوا شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار. اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار فبكى القوم حتى اخضلت لحاهم، وقالوا: رضينا بالله ورسوله قسما ثم تفرقوا.
وقال انس بن مالك: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر مناديا فنادى يوم أوطاس:
ألا لا توطأ الحبالى حتى يضعن، ولا غير الحبالى حتى يستبرأن بحيضة.
ثم أقبلت وفود هوازن وقدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالجعرانة مسلمين فقام خطيبهم وقال: يا رسول الله إنما في الحظائر من السبايا خالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك فلو أنا ملحنا ابن أبى شمر أو النعمان بن المنذر ثم أصابنا منهما مثل الذي أصابنا منك رجونا عائدتهما وعطفهما وأنت خير المكفولين ثم أنشد أبياتا.
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أي الامرين أحب إليكم: السبى أو الأموال؟ قالوا: يا رسول الله خيرتنا بين الحسب وبين الأموال، والحسب أحب إلينا ولا نتكلم في شاة ولا بعير فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما الذي لبنى هاشم فهو لكم وسأكلم لكم المسلمين وأشفع لكم فكلموهم وأظهروا إسلامكم.
فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الهاجرة قاموا فتكلموا فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قد رددت الذي لبنى هاشم والذي بيدي عليهم فمن أحب منكم أن يعطى غير مكره فليفعل ومن كره أن يعطى فليأخذ الفداء وعلى فداؤهم فأعطى الناس ما كان بأيديهم منهم إلا قليلا من الناس سألوا الفداء.
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست